التكلم بألسنة يوم الخمسين إختلف ولم يتكرر ثانيةََ أبداََ

 

إِبتدأ موضوع التكلم بألسنة أُخرى أي بلغات أُخرى من دونِ معرفتها او تعلمها سابقاََ كموهبة خاصة من مواهب الروح القدس, منحت للمجتمعين في يوم الخمسين, كآية إلاهية تُدهِش غير المؤمنين ليروا بأنفسهم ويسمعوا مباشرةََ من الرسل ويعلموا بأَنَّ ما يُشاهدوهُ ويسمعوهُ هو من الله ذاته, وبإعجوبةِِ منهُ, فيفهوا المقاصد ألإلاهية ويُدركوها ويؤمنوا, وكما في:

 

اعمال(2-1):  وَلَمَّا جَاءَ الْيَوْمُ الْخَمْسُونَ، كَانَ الإِخْوَةُ مُجْتَمِعِينَ مَعاً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ،  2وَفَجْأَةً حَدَثَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، فَمَلَأَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانُوا جَالِسِينَ فِيهِ.  3ثُمَّ ظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَقَدْ تَوَزَّعَتْ وَحَلَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ،  4فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا    5 وَكَانَتْ أُورُشَلِيمُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مُزْدَحِمَةً بِالْيَهُودِ الأَتْقِيَاءِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهَا مِنْ أُمَمِ الْعَالَمِ كُلِّهَا.  6فَلَمَّا دَوَّى الصَّوْتُ، تَوَافَدَتْ إِلَيْهِمِ الْجُمُوعُ، وَقَدْ أَخَذَتْهُمُ الْحَيْرَةُ لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ. 7  وَاسْتَوْلَتِ الدَّهْشَةُ عَلَيْهِمْ. فَأَخَذُوا يَتَسَاءَلُونَ: " أَلَيْسَ هَؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمُونَ جَمِيعاً مِنْ أَهْلِ الْجَلِيلِ؟   8فَكَيْفَ يَسْمَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَةَ الْبَلَدِ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ؟   9 فَبَعْضُنَا فَرْتِيُّونَ، وَمَادِيُّونَ، وَعِيلاَمِيُّونَ. وَبَعْضُنَا مِنْ سُكَّانِ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ وَالْيَهُودِيَّةِ، وَكَبَّدُوكِيَّةَ، وَبُنْتُسَ، وَأَسِيَّا،  10وَفَرِيجِيَّةَ، وَبَمْفِيلِيَّةَ، وَمِصْرَ، وَنَوَاحِي لِيبِيَّا الْمُواجِهَةِ لِلقَيْرَوَانِ. وَبَيْنَنَا كَثِيرُونَ مِنَ الرُّومَانِيِّينَ الزَّائِرِينَ،  11يَهُوداً وَمُتَهَوِّدِينَ، وَبَعْضُ الْكَرِيتِيِّينَ وَالْعَرَبِ. وَهَا نَحْنُ نَسْمَعُهُمْ يُكَلِّمُونَنَا بِلُغَاتِنَا عَنْ أَعْمَالِ اللهِ الْعَظِيمَةِ».  12وَأَخَذَ الْجَمِيعُ يَسْأَلُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فِي دَهْشَةٍ وَحَيْرَةٍ: «مَا مَعْنَى هَذَا كُلِّهِ؟ "  13أَمَّا بَعْضُهُمْ فَقَالُوا سَاخِرِينَ: «مَا هُمْ إِلاَّ سُكَارَى!»

 

 هنا نرى التكلم بلغات كموهبة للملء بالروح القدس, لم يكن التكلم بلغات غريبة وغير مفهومة, بل كان بلغات مفهومة للحاضريين من جميع الامم, اي لغات أَلأُم التي نشأ عليها ألاشخاص التمواجدين والحاظرين من الفرتيين والماديين والعيلاميين والرومانيين ولغة اهل ما بين النهرين واليونانيين وغيرهم الكثير, فالكل فَهِمَ كلام الرُسُل بلغتهِ الأُم هو , وليس كلاماََ مبهماََ غير مفهوم للسامعين, وهذا معنى التكلم بلغات, اي أن يتكلم الرسول بلغتهِ الأُم هو, ويسمعهُ جميع الحاضرين بلغتهِم الأُم الاصلية التي نشأوا عليها, ومن دون الحاجة لمترجمين, أي يسمعونه بلغتهم الأُم مباشرةََ, وهذا هو التكلم بلغات يا مؤمني الايام الاخيرة!! وليسَ كلاماََ مبهم غير مفهوم لاحد!!!

 

التكلم بألسنة في يوم الخمسين ( وفي بيت كرنيليوس) بعد حلول الروح القدس على المؤمنين والرسل, كان نوعاََ منفرداََ ومُتَميزاََ وخاصاََ ولن ولم يتكرر بعد ذلك أبداََ, فكانَ المتكلم يتكلم بلغتِهِ الأُم, وكانَ الحاضرون يسمعونَهُ كلًً بلغتهِ الأُم مباشرةََ فوراََ ومن دون مترجمين, اي كما يحصل اليوم في اروقة الامم المتحدة, عندما يتكلم احد المندوبين باللغة العربية مثلاََ, ويقوم جوقة كبيرة من المترجمين المحترفين من وراء الكواليس بترجمة الخطبة او الكلمة لمختلف المندوبين الآخرين السامعين في قاعة الاجتماع إلى لغاتهم الأُم الاصلية بالإنكليزية والفرنسية والألمانية وإلى جميع لغات الحاضرين , تترجم الكلمة وترسل مباشرةََ عبر سماعات الاذن إلى المندوبين المختلفين, فهذا العمل أَتَمَّهُ الروح القدس للكل ومن دون الحاجة لاي مترجم او سماعات الأذن او شوشرة, ولا ننسى فالله هو من بلبل لغة البشر الواحدة في بابل كما في:

 

تكوين (11-4):  وقالوا "هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء. ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض (5) فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما (6) وقال الرب: "هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل. والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه (7) هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض (8) فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض فكفوا عن بنيان المدينة (9) لذلك دعي اسمها " بابل" لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض. ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض.

 

فالتكلم بالسنة في يوم الخمسين لم يتكرر بعد ذلك في كورنتس مثلاََ  او اي مكان آخر,  وإختلفَ عنهُ تماماََ, فعندما كان أحد ألمؤمنين يتكلم بلسانِِ ما في كورنتس, كانَ بحاجة إلى من يُترجم كلامهُ للحاضرين ليفهموا ما يقول, لذا إنبرى القديس بولس للمؤمنين ليُنظِم ويضع حداََ لعدم النظام والصخب في الكنيسة, لذا قالَ ألقديس بولس "إِنَّ من يتكلم بلسان, لا يُكلِم الناس, بل ألله!" وذلك لأَنَّ الحاضرين لم يسمعوأ المتكلم كُلُُ بلغتِهِ ألأُم, وعليهِ  لم يفهموا اي معناََ لكلامهِ! فقالَ القديس بولس إن لم يوجد من يستطيع أن يُترجم بين الحاضرين ليُترجم كلام المتكلم بالسنة, فليصمت هذا المتكلم, لأَنَُّ  ألحاضرين لم يفهموا معناََ لكلامهِ, فسكوته اولى من الضوضاء والصخب فهو لا يبني بل يشوش على ألآخرين, فالروح القدس يُعطي موهبة التكلم بالسنة من أجلِ بنيان الحاضرين والكنيسة والله ليسَ ليسَ إله تشويش!!

 

1كورنتس(14-1):اطلبوا المحبة. ولكن ارغبوا أيضا في المواهب الروحية، ولا سيما في النبوة؛ (2) فإن الذي ينطق بلسان لا يكلم الناس بل الله، إذ ما من أحد يفهمه، بل في الروح ينطق بأسرار.  .....  (4)  الناطق بلسان إنما يبني نفسه، أما المتنبئ فيبني الكنيسة.  (5) أود لكم جميعا أن تنطقوا بألسنة، بيد أني أوثر أن تتنبأوا، لأن الذي يتنبأ أعظم ممن ينطق بألسنة، ما لم يترجم فتنال الكنيسة بنيانا.  (6) فالآن، أيها الإخوة، إن أتيتكم وأنا أنطق بألسنة، فماذا أنفعكم إذا لم أكلمكم بوحي، أو بعلم، أو بنبوة، أو بتعليم؟ ....... (9) فكذلك أنتم: إن لم تبدوا باللسان كلاما بينا، فكيف يفهم ما تقولون؟ إن كلامكم لفي الهواء (10) كثيرة هي الأصوات في العالم، ولا شيء بلا صوت؛ (11) ولكن، إن كنت لا أفقه معنى الصوت أكون عند الناطق به أعجميا، ويكون الناطق به أعجميا عندي.  .... (13) فلذلك، من ينطق بلسان فليصل " ليستطيع" أن يترجم.  (14) لأني إن كنت أصلي بلسان فروحي يصلي، أما عقلي فهو بلا ثمر.  ... (18) أشكر لله أني أنطق بالألسنة أكثر منكم جميعا، (19) بيد أني أوثر أن أقول، في الجماعة، خمس كلمات بعقلي أعلم بها الآخرين، على أن أقول عشرة آلاف كلمة بلسان.  (20) أيها الإخوة، لا تكونوا أطفالا في أحكامكم؛ كونوا، في الشر، أطفالا، أما في أحكامكم، فكونوا بالغين.  (21) لقد كتب في الناموس: "إني بألسنة أخرى، وشفاه أخرى، سأكلم هذا الشعب، ومع ذلك لا يسمعون لي، يقول الرب".  (22) فالألسنة إذن آية لا للمؤمنين، بل لغير المؤمنين؛ أما النبوة فليست لغير المؤمنين، بل للمؤمنين.  (23) فإن اجتمعت الكنيسة كلها معا، وكان الجميع ينطقون بألسنة، فدخل أميون أو غير مؤمنين أفما يقولون إنكم قد جننتم؟ .... (27) وإن كان من ينطق بلسان، فليكن من قبل اثنين أو ثلاثة في الأكثر، وعلى التناوب؛ وليكن من يترجم.  (28) وإن لم يكن من مترجم فليصمت في الجماعة؛ وليتحدث مع نفسه ومع الله.  (40) ولكن، ليجر كل شيء على وجه لائق وفي نظام.

 

وقد قال القديس بولس ايضاََ:

1كورنتس(13-8):  المحبة لا تسقط أبدا. أما النبوات فستبطل؛ والألسنة تزول؛ والعلم يضمحل.

 

فاليوم النبؤآت قد توقفت, والألسنة التي يتكلم بها من يَدعي التكلم بها, مشكوكُُ فيها, لأَنَّهُ لا يعلم او يفهم هو نفسه ما هو يتكلم بهِ, ولا السامعون يدركونَ او يفهمون معناََ لكلامهِ, ولا يوجد من يفهم كلامه لِيُترجم كلامه على الحاضرين او السامعين عبر وسائل الاعلام, فكلامه يقع في خانة التشويش التي ذكرها القديس بولس في أصدقِ وأحسَنِ الاحوال إن توافر حسنُ النية, او يقع كلامهُ تحت عنوان الهذيان والإدعاء الكاذب والتزوير, وألإفتعال المقصود للضحك على ذقون الحاضرين وبساطة نياتهم!!

 

وفي ايةِ حالِِ من الاحوال, أينَ أَنتُم من السِنَةِ يومِ الخمسين, با منَ تُسَمونَ أَنفُسَكُم بالخمسينيين (او البتاكوستال) فكلامكم لو فرضنا حُسنَ النية او خديعة الذات قبل محاولة خداع المستمع, فكلامكم غير مفهوم ولا معنى لهُ, ولا يقع إلا تحت ظاهرة التباهي بشي تدعون الحصولَ عليهِ زوراََ ويهتاناََ! ولو فرضنا جدلاََ بصدقِكُم فيقع كلامكم, تحت مطلب القديس بولس " فاليصمت من يتكلم بالسنة, ولا يوجد من يُترجم له! " لانَّ الكلام يقع تحت بند التشويش والضوضاء والصخب الغير بناء!

 

فإدعائكُم والظاهرة التي تتدعونها وتتباهون بها , لا علاقة لها بيوم الخمسين لا من بعيدِِ ولا من قريب, ففي يوم الخمسين حل الروح القدس على الحاضرين, ولم يكونوا بحاجة إلى مترجمين من بعد, فكانَ الحاضرون يسمعونهم يتكلمون بلغاتهم الأُم التي نشأوا عليها , فعندما تستطيعون إفهامنا كُلُُ بلغتهِ الأُم التي نشأنا عليها نحنُ المستمعين . ولا يحتاج المتكلم منكم , لا لأَحد ليُترجم لَهُ, ولا هو يهذي بكلام غير مفهوم, بل كُلَّ ألحاضرين يسمَعَونهُ يتكلم بلغتِهِم الأُم التي نشوا عليها , فحينئِذِِ نُصَدِق بأنكم قد نلتم الروح القدس وتتكلمون فعلاََ بالسنة كموهبة للبنيان لا للتشويش والمباهات الفارغة!! كما في هذا الفيديو!!

 

http://www.youtube.com/watch?v=ixOr_bT0mOk

 

وسنتناول بعض الاماكن الأُخر والتي زردت عن الالسنة ونناقش سببها ومزاياها:

اولا: ما حصل في بيت كرنيليوس:

اعمال( 10-44): فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة, (45) فاندهش المؤمنون الذين من أهل الختان كل من جاء مع بطرس لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضا (46) لأنهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بألسنة ويعظمون الله. حينئذ أجاب بطرس (47) " أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا؟ " (48) وأمر أن يعتمدوا باسم الرب. حينئذ سألوه أن يمكث أياما

ففي بيت كرنيليوس حل الروح القدس على كرنيليوس وألحاضرين معهُ, قبل أن يُعمدهم بطرس بالماء هذا اولاََ, وهذا كان آيةََ لبطرس والمؤمنين الذين معه, لكي يُبين لهم الله بأَنَّهُ قد دعى كُلَّ الأُمم ليكونوا اعضاء في جسد كنيسة المسيح, فبطرس ومن معهُ واليهود كانوا يعتقدون بأنَّ المواعيد هي لهم اي لليهود فقط, وهنا بحلول الروح القدس امام اعين بطرس ومن معهُ بينَّ الله بأَنَّ المواعيد هي للبشرية جمعاء, والدعوة هي عامة لكل الامم.

ثانياََ: لما كان حلول الروح القدس على كرنيليوس وجماعته, لم يصاحبهُ الريح العاصفة ولا الالسنة من نار لتستقر عليهم, أعطى الله آية تكلم كرنيليوس وجماعته بالسنة ليُمجدوا الله بهذهِ الالسنة حتى يفهم بطرس بأنَّ الروح القدس قد حلَّ عليهم.

وهنا ايضاََ عندما تكلم كرنيليوس ومن معهُ بالسنة فهم كلامهم بطرس ومن معهُ لانَّ كلامهم بالسان كان مفهوماََ ايضاََ, اي تكلم كرنيليوس بلغته الأُم بينما بطرس ومن معه فهمهم باللغة الجليلية, ولذا اوردتُها بالمقالة مع ما حصل في يوم الخمسين وبين قوسين ايضاََ !

ثانياََ: ما حصل في أفسس:


اعمال(19-1): فحدث فيما كان أبلوس في كورنثوس أن بولس بعد ما اجتاز في النواحي العالية جاء إلى أفسس. فإذ وجد تلاميذ (2) قال لهم : "هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟ " قالوا له "ولا سمعنا أنه يوجد الروح القدس (3) فقال لهم " فبماذا اعتمدتم؟ " فقالوا: " بمعمودية يوحنا ".(4) فقال بولس: " إن يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده أي بالمسيح يسوع ". (5) فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع.(6) ولما وضع بولس يديه عليهم حل الروح القدس عليهم فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون.

وهنا جأءت الايات لتُبين للمؤمنين من أهل افسس, ولغيرهم بأنَّ الروح القدس لا يحل على من إعتمذ بمعمودية يوحنا بالتغطيس بالماء فقط, فمعمودية يوحنا هي معمودية التوبة لمغفرة الخطايا, وليس معمودية الروح القدس والنار التي وعد بها الرب, وهنا جأءت الايات هذهِ لإعطاء الدلالة للأُمم بأنَّ الروح القدس قد حلَّ على الذين وضع القديس بولس يده عليهِم, اي إِنَّ الروح القدس يحل على المؤمنين المعمدين باسم الاب والابن والروح القدس وبوضع أيدي الرسل او من لهُ موهبة إعطاء الروح القدس عليهم! وهنا للدلالة بأنَّ الروح القدس قد حلَّ فعلاََ على اهل افسس الاثناعشر تكلموا بالسنة!!

فالتكلم بالسنة هنا جاء للبنيان, اي لبناء الكنيسة, اي ليفهم المؤمنون العماد الجديد على حقيقته, وهذا معنا بأنَّ من لا زالَ إلى يومنا هذا يُعمد باسم المسيح وبالتغطيس بالماء فقط عمادهُ لا زالَ ناقصاََ , ولم يحل الروح القدس عليهِ بعد!!

والتكلم بالسنة في افسس ليسَ كالذي حصل في يوم الخمسين, فهم تكلموا بالسنة, لكن الكتاب لا يذكر بأنَّ احداََ منهم تكلم بلغتهِ الأُم وسمعهم المؤمنون او بولس بلغتهِ الأُم الاصلية, اي ليسَ كما حصل في يوم الخمسين!

ثالثاََ: القديس بولس ذكر في 1كورنتس(14-18): " أشكر لله أني أنطق بالألسنة أكثر منكم جميعا "

فهو كان يتكلم فعلياََ الرومانية وله الجنسية الرومانية, وكذلك كان يتكلم العبرية وكان قد تعلم اللغة اليونانية, وقد يكون ايضاََ متكلماََ بالأرامية التي كان المسيح يتكلم بها, ولذا قال وذكر هذهِ الآية, وهو لم يقل بأنًَّهُ يتكلم بلغات غير مفهومة وقد يكون ايضاََ قد تكلم بلغة غير معروفة لكنَّهُ قال في:

1
كورنتس(14-19): بيد أني أوثر أن أقول، في الجماعة، خمس كلمات بعقلي أعلم بها الآخرين، على أن أقول عشرة آلاف كلمة بلسان." (20) أيها الإخوة، لا تكونوا أطفالا في أحكامكم؛ كونوا، في الشر، أطفالا، أما في أحكامكم، فكونوا بالغين.

اي كان يُفضِل خمس كلمات مفهومة يبني فيها المؤمنين, على قول عشرة الاف كلمة بلسانِِ مبهم وغير مفهوم, الذي لا يبني الكنيسةَ إلا إذا كانَ هناك من يُترجمهُ لهم, ويزيد على هذا بالقول بأنَّهُ يطلب من المؤمنين أن لا يكونوا كالأطفال قد فرحوا بأنهم قد وجدوا لعبة الالسنة لينشغلوا بها, وهو يقول كونوا كالكبار واحكموا فالنبوءة والكلام المفهوم خيرُُ للكنيسة وللبناء المؤمنين من الالسنة الغير مفهومة والمبهمة التي إنشغلوا بها!! !

أخيراََ:   يقول القديس بولس:

1كور (14-2): فإن الذي ينطق بلسان لا يكلم الناس بل الله، إذ ما من أحد يفهمه، بل في الروح ينطق بأسرار. ..... (4) الناطق بلسان إنما يبني نفسه، أما المتنبئ فيبني الكنيسة

وفي: 1كور-14-39:  إذا أيها الإخوة جدوا للتنبؤ ولا تمنعوا التكلم بألسنة

فهنا المتكلم بلسان يكلم الله ويبني نفسه, لكن هذا لا يبني الكنيسة والمؤمنين الذين فيها, بل يثير الضجة والصخب وعدم الهدوء والنظام, ولا احد من الحاضرين يفهم لكلامه اي معنى, لذا قال القديس بولس "إن لم يكن هناك من يُترجم اللسان للحاضرين فاليصمت مثل هذا المتكلم, ويُكمل مناجاته لله بللسان بينَهُ وبينَ نفسِهِ فقط, اي بهدوء ولا يُثير الضوضاء والصخب, وفضَلَ على هذا اللسان من يقول كلام نبوءة وكلام مفهوم ليعض المؤمنين ويبنيهم, بدل أن يبني المؤمن المتكلم بلسان نفسه فقط , اي " اي شيء لا يبني الحضور لا زالَ جيداََ لكن بين المؤمن نفسه والله فقط وبهدوء" !

وبحسبِ كلام القديس بولس:

1
كور14-22 فالألسنة إذن آية لا للمؤمنين، بل لغير المؤمنين؛ أما النبوة فليست لغير المؤمنين، بل للمؤمنين.

فلفهمِ هذهِ الاية فهي نقول: لو كانَ هناك مؤمن بالمسيح والفداء في هذا الاجتماع حيثُ هناك متكلم بلسان وهو يتكلم بكلام مبهم وغير مفهوم! فهل سيستفيد المؤمن من سماع هذا الكلام الغير مفهوم؟ طبعاََ لا, إلا إذا وجد مترجم ليفهم معناََ للكلام, ومع ذلك قال القديس بولس هذهِ الاية ليست للمؤمنين!!

وإذا كان غير مؤمن يسمع اللسان المبهم والصراخ! فهل سيستفيد الغير مؤمن ويتم كسبه للإيمان بالمسيح؟ طبعاََ لا!  فهو لم يفهم للكلام والصراخ أيِِ معنا, مع العلم إنَّ القديس بولس يقول إنَّ هذهِ الاية, اي التكلم بألسنة هي لغير المؤمن!! فكيفَ سيستفيد غير المؤمن , وكيف سيتم كسبه للإيمان؟ فهناك إحتمالين لا غير:

1- أن يتم التكلم بالألسنة كما حصل في يوم الخمسين, اي أن تكون هناك اعجوبة أن يتكلم المتكلم بلغتِهِ الأُم , ويسمعهُ في نفس الوقت المستمعين من غير المؤمنين والحاضرين بلغتهم الأُم هم ايضاََ وبنفس الوقت مباشرةََ ومن دون مترجمين, وبهذهِ الطريقة سيفهم الغير مؤمنين معناََ للكلام ومع الاعجوبة سيؤمنون, كما حصل في يوم الخمسين, ففي يومِِ واحد : آمن نحو ثلاثة ألاف شخص, كما في:

اع-2-41:  فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس.
والمؤمنون السامعون والحاضرون تمَّ بنائهم وتقوية إيمانهم, ومجدوا الله ايضاََ!

2-  أن يتكلم بألسنة من يُعطى الموهبة من المؤمنين, فهو سيتكلم بلغةِِ غير مفهومة للحاضرين من المؤمنين, والغير مؤمنين! كما حصل في كنيسة كورنتس , فهنا تكون الحاجة إلى من يُترجم هذا الكلام الغير مفهوم للحاضرين ليفهموا معناه, فالغير مؤمن سيستفيد من الكلام , وقد يستمال للإيمان, فيؤمن, ويكون هذا لمجد الله, والمؤمنين من الحاضرين سيفهمون معنى الكلام, وسيتم تقوية إيمانهم وسيُمجدون الله!

لذا طلب القديس بولس, إما أن يكون هناك من يُترجم الكلام المبهم واللسان للحاضرين, وإلا ليصمت هكذا متكلم بلسان , ويستمر مناجاته لله بينهُ وبين نفسِهِ بهدوء, وليستمر باقي الحاضرين في الكنبسة بإجتماعهم وبتفسر النبؤآت وبتراتيلهم ومزاميرهم وتمجيدهم لله وبنظام ومن غير إزعاج وشوشرة!!

أرجوا أن اكون قد تناولت الموضوع بموضعية ليفهم القراء الاحبة الفرق بين ما حصل فعلاََ في يوم الخمسين والاعجوبة الحقيقية ذاتها والتي من خلالها تكلم التلاميذ ليسَ بلسان, بل بلغتهم الجليلية الأُم ذاتها, وسمعهُم الحاضرون كُلُُ بلغتِهِ الأُم ذاتها والتي تربى عليها من دون شوشرة ولا ترجمة, وآمن الغير مؤمنين ومجد الله المؤمنون منهم! فكانت آية لبناء الكنيسة وجسد المسيح من المؤمنين.

وإن ما حصل في كنيسة كورنتس لاحقاََ إختلف عن يوم الخمسين, فالمتكلمين بالألسنة أخذوا يتكلمون بالسنة مبهمة وغير مفهومة ولكي تبقى هذهِ الآية لبناء الكنيسة, طلب القديس بولس أن يكون هناك مترجم , او ليصمت المتكلم بلسان وليُناجي ربهُ بينهُ وبين نفسهِ بهدوء!

اما ما يحصل في أيامنا هذهِ , فكان الاولى أن يسمي الاخوة أنفسهم بال " كورنتسيين " لا " الخمسينيين" , لانهم لو فعلاََ كانوا صادقين وغير مفتعلين للضاهرة واللسان , فهم يفعلون ويُقلدون ما حصل في كورنتس, واصبح موضوعهم كلعبة الاطفال مدعاةََ للتباهي والصخب والضوضاء الغير مفهومة, وليسَ هناك من يُترجم اللسان المبهم المنطوق بهِ للحاضرين من المؤمنين وغير المؤمنين!

فكيف سيستفيد الغير مؤمن ويتم كسبه للإيمان بالمسيح؟؟ وكيف سيُبنى المؤمن بهكذا كلام لا معنى لهُ إلا في قلب الشاعر كما يقولون!! هذا إن فرضنا مصداقية اللسان المنطوق بهِ, لا ألإفتعال والدجل, فكيف نعرف إن كان المتكلم يُمجد الله والفداء والصليب!! او هو يضحك على الحاضرين , وهو يسب ويشتم الله والمسيح وفدائهُ وصليبهُ ويُمجد الشياطين!! فأين من يُترجم للحاضرين والسامعين الذين طلبهُم القديس بولس كشرط لإستمرارية الكلام بلسان مبهم, وإلا فليصمت مثل هكذا متكلم, وإن كانَ صادقاََ فعلاََ بلسانه فاليُمجد الله بينهُ وبينَ نفسهِ, ويستمر ببناء نفسهِ!! ومن دون ضوضاء وإزعاج وشغب, وليدع الحاضرين يرنمون ويرتلون ويتنبؤون ويبنوا أنفسهم في الإجتماع, ولمجد المسيح فقط, لا مجد الذين يصرخون ويقودون الجموع إلى الهستيريا العلنية, والتي يشمئِِز منها الغير مؤمنون حال مشاهدتهم هكذا ضوضاء , فالله وروحهُ القدوس هو روح خلاص وسلام وآمان ونظام وفهم ومشورة وموعظة حسنة!


والله وكلمتهِ الحية من وراء القصد



نوري كريم داؤد


2010-10-11



"إرجع إلى ألبداية"